أدخل كلمة للبحث

  • تسجيل الدخول
  • الفهرس
  • القرآن الكريم
  • أمثلة و حكم
  • اتصل








بلاغ عام

حصريا بالموقع

بالصوت و الصورة

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

أركان الدعوة إلى الله

  https://3.bp.blogspot.com/-v1M_92l1Roc/WFbrsyc8AuI/AAAAAAAAEOY/diNSmFcnQ6sUccTYcQA43CFKV8HPxEghQCLcB/s320/


أركان الدعوة إلى الله

أركان الدعوة إلى الله ثلاثة هي:
1) المدعو إليه: وهو دين الإسلام الذي يراد دعوة الناس إليه وهو سبيل الله، وصراطه المستقيم.
2) الداعي: هو القائم بأمر دعوة الناس.
3) المدعو: وهو من يراد دعوته وهم الناس جميعاً بوجه عام وأهل الإسلام بوجه خاص.
الركن الأول: المدعو إليه:
الأصول العامة للركن الأول.
 لا يدعي إلا إلى الإسلام:
الركن الأول في الدعوة إلى الله هو دين الإسلام الذي يراد دعوة الناس إليه، وحملهم عليه ودين الإسلام هو سبيل الله وصراطه المستقيم. قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك} (النحل:125).
وقال: {اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} (الفاتحة:6-7)..
وقال تعالى:{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} (يوسف:108).
وقال تعالى: {وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين} (القصص:87).
وقال: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم* صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} (الشورى:52-53).
فالدعوة إلى الله هي الدعوة إلى توحيده والإيمان به، والدخول في دينه وصراطه المستقيم، وشرعه القويم، وهو دين الإسلام الذي بعث به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم..
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به، وما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا" (مجموع الفتاوى 15/157).
2) الإسلام هو كتاب الله وسنة رسوله، وما أجمعت عليه الأمة:
والإسلام هو ما يتضمنه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي وردتنا بطريق صحيح.. فهذا هو الحق الذي لا شائبة فيه، ولا يتطرق إليه خلل.
ثم ما أجمعت عليه الأمة كلها لأن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، كما قال صلى الله عليه وسلم: [لا تجتمع أمتي على ضلالة].
وما سوى ذلك من رأي واجتهاد، فإنه يصيب ويخطئ، ولا يجوز حمل الناس على قول أحد إلا ما وافق كتاب الله وسنة رسوله.
وقال شيخنا وأستاذنا الشيخ عبدالعزيز بن باز -حفظه الله-: "أما الشيء الذي يدعى إليه ويجب على الدعاة أن يوضحوه للناس كما أوضحه الرسل عليهم الصلاة والسلام، فهو الدعوة إلى صراط الله المستقيم، وهو الإسلام، وهو دين الله الحق، هذا هو محل الدعوة كما قال سبحانه:{ادع إلى سبيل ربك} (النحل:125).
فسبيل الله جل وعلا هو الإسـلام وهو الصراط المستقيم وهو دين الله الذي بعث به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هذا هو الذي تجب الدعوة إليه لا إلى مذهب فلان ولا إلى رأي فلان، ولكن إلى دين الله، وإلى صراط الله المستقيم الذي بعث الله به نبيه وخليله وهو ما دل عليه القرآن العظيم والسنة المطهرة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)" (الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة ص/26).
 حقيقة الإسلام:
وحقيقة هذا الدين وهدفه هو عبادة الله وحده لا شريك له، ونبذ ما يعبد من دون الله، والاستسلام والخضوع لأوامره. قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} (آل عمران:19).. وقال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (آل عمران:85).
وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (النحل:36) وقال تعالى: {قل إنما يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} (الكهف:110).. وقال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين* لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} (الأنعام:162-163).
والخلق جميعاً ومنهم الإنس والجن قد خلقوا لهذه الغاية. قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون* ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (الذاريات:56-58).
4) الإسلام نظام شامل لكل أعمال الإنسان:
والإسلام نظام شامل كامل لتنظيم أعمال الإنسان جميعها على هذه الأرض، فهو أولاً يحدد عقيدة الإنسان، وعمله تجاه إلهه وخالقه سبحانه وتعالى. ثم عقيدته وعمله نحو أهل الإيمان ممن دخلوا في هذا الدين ثم عقيدته وعمله نحو كل مخلوقات الله التي تحيط بالإنسان في السموات والأرض..
وفي كل هذه الأمور تأتي الأحكام الشرعية التكليفية الخمسة: الوجوب والندب، والإباحة، والتحريم، والكراهة..
فلا يوجد عمل ولا اعتقاد إلا وفيه حكم من هذه الأحكام. قال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء، وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} (النحل:89).. وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} (المائدة:3).
وقد بين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله الكليات العامة للإسلام الذي تجب الدعوة إليه فقال:
"وعلى رأس الدعوة إلى الإسلام الدعوة إلى العقيدة الصحيحة إلى الإخلاص لله وتوحيده بالعبادة والإيمان به وبرسله والإيمان باليوم الآخر، وبكل ما أخبر الله به، ورسوله، هذا هو الأساس الصراط المستقيم. وهو الدعوة إلى شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومعنى ذلك: الدعوة إلى توحيد الله والإخلاص له والإيمان به وبرسله عليهم الصلاة والسلام، ويدخل في ذلك الدعوة إلى الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسله مما كان وما يكون من أمر الآخرة، وأمر آخر الزمان، وغير ذلك..
ويدخل في ذلك أيضاً الدعـوة إلى ما أوجب الله من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت إلى غير ذلك..
ويدخل أيضاً في ذلك الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ بما شرع الله في الطهارة والصلاة والمعاملات والنكاح والطلاق والجنايات والنفقات والحرب والسلم وفي كل شيء لأن دين الله عز وجل دين شامل يشمل مصالح العباد في المعاش والمعاد ويشمل كل ما يحتاج إليه الناس في أمر دينهم ودنياهم، ويدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، وينهى عن سفاسف الأخلاق، وعن سيء الأعمال..
فهو عبادة وقيادة، يكون عابداً ويكون قائداً للجيش، عبادة، وحكم ويكون عابداً مصلياً صائماً، ويكون حاكماً بشرع الله منفذاً لأحكامه عز وجل، عبادة وجهاد ويدعو إلى الله ويجاهد في سبيل الله من خرج عن دين الله، مصحف وسيف: يتأمل القرآن ويتدبره وينفذ أحكامه بالقوة ولو بالسيف إذا دعت الحاجة إليه، سياسة واجتماع فهو يدعو إلى الأخلاق الفاضلة والأخوة الإيمانية، والجمع بين المسلمين والتأليف بينهم كما قـال جل وعلا: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} (آل عمران:103)..
فدين الله يدعو إلى الاجتماع وإلى السياسة الصالحة الحكيمة التي تجمع الأخوة الإسلامية والتعاون على البر، والتقوى، والنصح لله ولعباده.
وهو أيضاً يدعو إلى أداء الأمانة والحكم بالشريعة، وترك الحكم بغير ما أنزل الله عز وجل كما قال سبحانه: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل..} (النساء:58).
وهو أيضاً سياسة واقتصاد كما أنه سياسة وعبادة وجهاد، فهو يدعو إلى الاقتصاد الشرعي المتوسط ليس رأسمالي تكسب المال، وتطلبه بالطرق الشرعية، وأنت أولى بمالك وبكسبك بالطريقة التي شرعها الله وأباحها جل وعلا.
والإسلام أيضاً يدعو إلي الأخوة الإيمانية وإلى النصح لله ولعباده وإلى احترام المسلم لأخيه المسلم لا غل ولا حسد ولا غش ولا خيانة، ولا غير ذلك من الأخلاق الذميمة كما قال جل وعلا: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} (التوبة:71) وقال جل وعلا: {إنما المؤمنون أخوة} (الحجرات:10)..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره..] (متفق عليه).
فالمسلم أخـو المسلم يجب عليه احترامه، وعدم احتقاره، ويجب عليه إنصافه وإعطاؤه حقه من كل الوجوه التي شرعها الله عز وجل، وقال صلى الله عليه وسلم: [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ] (متفق عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: [المؤمن مرآة المؤمن] (رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني في الجامع 6655).
فأنت يا أخي مرآة أخيك وأنت لبنة من البناء الذي قام عليه بنيان الأخوة الإيمانية، فاتق الله في حق أخيك واعرف حقه، وعامله بالحق والنصح والصدق.
وعليك أن تأخذ الإسلام كله ولا تأخذ جانباً دون جانب، لا تأخذ العقيدة وتدع الأحكام والأعمال، ولا تأخذ الأعمال والأحكام، وتدع العقيدة، بل خذ الإسلام كله، خذه عقيدة وعملاً وجهاداً، وسياسة، واقتصاداً، وغير ذلك خذ من كل الوجوه كما قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين} (البقرة:208).
قـال جماعة من السلف معنى ذلك: ادخلوا في السلم جميعه يعني في الإسلام، يقال للإسلام سلم لأنه طريق السلامة وطريق النجاة في الدنيا، والآخرة، فهو سلم وإسلام، فالإسلام يدعو إلى السلم، يدعو إلى حقن الدماء بما شرع من الحدود والقصاص.
والجهاد الشرعي الصادق فهو سلم وإسلام، وأمن وإيمان ولهذا قال جل وعلا: {ادخلوا في السلم كافة} أي ادخلوا في جميع شعب الإيمان، لا تأخذوا بعضاً وتدعوا بعضاً، عليكم أن تأخذوا بالإسـلام كله، {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} (البقرة:168) يعني المعاصي التي حرمها الله عز وجل، فإن الشيطان يدعو إلى المعاصي وإلى ترك دين الله كله، فهو أعدا عدو..
ولهذا يجب على المسلم أن يتمسك بالإسلام كله وأن يدين بالإسلام كله وأن يعتصم بحبل الله عز وجل وأن يحذر أسباب الفرقة والاختلاف في جميع الأحوال..
فعليك أن تحكم شرع الله في العبادات وفي المعاملات وفي النكاح، والطلاق، وفي النفقات، وفي الرضاع، وفي السلم، والحرب، ومع العدو والصديق، وفي الجنايات، وفي كل شيء.. دين الله يجب أن يحكم في كل شيء..
وإياك أن توالي أخاك لأنه وافقك في كذا وتعادي الآخر لأنه خالفك في رأي أو في مسألة، فليس هذا من الإنصاف، فالصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في مسائل، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في الصفاء بينهم والموالاة والمحبة رضي الله عنهم وأرضاهم.. فالمؤمن يعمل بشرع الله ويدين بالحق ويقدمه على كل أحد بالدليل، ولكن لا يحمله ذلك على ظلم أخيه وعدم إنصافه إذا خالفه في الرأي في مسائل الاجتهاد التي قد يخفي دليلها، وهكذا في المسائل التي قد يختلف في تأويل النص فيها فإنه قد يعذر، فعليك أن تنصح له وأن تحب له الخير ولا يحملك ذلك على العداء والانشقاق وتمكين العدو منك ومن أخيك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الإسلام دين العدالة، ودين الحكم بالحق والإحسان، ودين المساواة إلا فيما استثنى الله عز وجل، ففيه الدعوة إلى كل خير وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، والإنصاف، والعدالة، والبعد عن كل خلق ذميم. قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} (النحل:90)..
وقال تعالى : {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} (الحجرات:13).
والخلاصة: إن الواجب على الداعية الإسلامي أن يدعو إلى الإسلام كله، ولا يفرق بين الناس، وأن لا يكون متعصباً لمذهب دون مذهب أو لقبيلة دون قبيلة، أو لشيخه، أو رئيسه، أو غير ذلك، بل الواجب أن يكون هدفه إثبات الحق وإيضاحه، واستقامة الناس عليه وإن خالف رأي فلان أو فلان، ولما نشأ في الناس من يتعصب للمذاهب ويقول: إن مذهب فلان أولى من مذهب فلان، جاءت الفرقة والاختلاف حتى آل ببعض الناس هذا الأمر إلى أن لا يصلي مع من هو على غير مذهبه فلا يصلي الشافعي خلف الحنفي، ولا الحنفي خلف المالكي، ولا خلف الحنبلي، وهكذا وقع من بعض المتطرفين المتعصبين، وهذا من البلاء ومن اتباع خطوات الشيطان..
فالأئمة أئمة هدى، الشافعي ومالك، وأحمد، وأبو حنيفة والأوزاعي، وإسحاق بن راهويه، وأشباههم كلهم أئمة هدى ودعاة حق دعوا الناس إلى دين الله وأرشدوهم إلى الحق، ووقع هناك مسائل بينهم اختلفوا فيها لخفاء الدليل على بعضهم فهم بين مجتهد مصيب له أجران، وبين مجتهـد أخطأ الحق فله أجر واحد، فعليك أن تعرف لهم قدرهم وفضلهم وأن تترحم عليهم وأن تعرف أنهم أئمة الإسلام ودعاة الهدى، ولكن لا يحملك ذلك على التعصب والتقليد الأعمى، فتقـول: مذهب فلان أولى بالحق بكل حال، أو مذهب فلان أولى بالحق بكل حال لأنه لا يخطئ (لا) هذا غلط.
عليك أن تأخذ بالحق وأن تتبع الحق إذا ظهر دليله ولو خالف فلاناً أو فلاناً، وعليك ألا تتعصب وتقلد تقليداً أعمى، بل تعرف للأئمة فضلهم وقدرهم، ولكن مع ذلك تحتاط لنفسك ودينك فتأخذ بالحق وترضى به وترشد إليه إذا طلب منك وتخاف الله وتراقبه جل وعلا وتنصف من نفسك مع إيمانك بأن الحق واحد وأن المجتهدين إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد -أعني مجتهدي أهل السنة، أهل العلم والإيمان والهدى- كما صح بذلك الخير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" أ.هـ (الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة ص/27-35
أركان الدعوة إلى الله

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق



Top