موقف الإسلام من مظاهر الحضارة الحديث

موقف الإسلام من مظاهر الحضارة الحديثة

  ما موقف الإسلام من مظاهر الحضارة الحديثة ( السينما ، والمسرح ، والموسيقى وغيرها ) ؟

  سؤال طرحه الشيخ محمد الغزالي في كتابة مائة سؤال عن الإسلام الجزء الأول ، وكانت إجابته وافية وقيمة قال فيها ...

   إن ما قدمته الحضارات قديمها وحديثها لي وليس لغيري ، فقد قال تعالى : (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً )) ( سبأ:13) ، فالأصل في الأشياء الإباحة ولا تحريم إلا بنص قاطع وقد أشاعت المدنية الحديثة " الراديو والتلفزيون وغيرهما من الأجهزة الناقلة للثقافة والملاهي ، وهذه الأجهزة أدوات غير مسئولة عما يصدر منها ، وإن المسئولية تقع على عاتق المؤلفين والمغنين والمخرجين ففي استطاعتهم أن يقدموا النافع ويحجبوا الضار ..

   وعن طريقها نتذوق الآداب الرفيعة ونحمي الأخلاق وندعم التقاليد الفاضلة ، أما الغناء فكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح ، ومن غنى أو استمع إلى غناء شريف المعنى طيب اللحن فلا حرج عليه ، وما نحارب إلا غناء هابط المعنى واللحن ..

  والموسيقى كالغناء وقد رأيت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم مدح صوت أبي موسى الأشعري فقال له : (( لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود ولو كان المزمار آلة رديئة ما قال له ذلك. على أن الألحان تختلف في تأثيرها وصداها النفسي ، فإذا كان هناك مجال للإعتراض فعلى الأصوات الخنثة والألحان الطرية المائعة .

  اما الصور فيجب أن نفرق بين نوعين : المجسم الذي يصنعه المثالون الآن لأعراض شتى ، والرسوم التي توضع على المسطحات من أوراق وأقمشة وغير ذلك ، فالتصوير سواء كان شمسياً أو قلمياً هو جزء من الطب والأمن والعلوم الكونية والأصل فيه الإباحة لحديث مسلم : " إلا رقماً في ثوب " ولحديث رزين سئل ابن عباس عن أجرة كتابة المصحف ، فقال : " لا بأس إنما هم مصورون ، وإنهم إنما يأكلون من عمل أيديهم " .

  ولم يقل أحد أن صورة الوجه في المرآة محرمة ، وما يحرم منها هو ما يحمل طابعاً دينياً كصور بوذا أو ابراهما أو صلبان النصارى أو تصوير ما يخل بالآداب ويحرك الغرائز إلى المعصية ، أما التماثيل المجسمة فإن النصوص الواردة تتظاهر على رفضها ما لم تكن عيب للصبية أو عرائس هزلية كحلوى المناسبات المختلفة فإن أحداً لا يفكر في توقيرها أو عبادتها ..

  وهؤلاء الذين يحرمون التصوير مطلقاً .. هل يحرمون في نفس الوقت بناء القصور ! انهم في بعض البلاد لا يزالون يرون الصورة في التلفزيون محرمة ، وأقمار الاجانبي تلتقط الصور لنا في أيام السلام والحرب على سواء ، ونحن ندري أو لا ندري ..