قذف
المحصنات من الموبقات
وهو محرم في سائر الشرائع
سعيد
مصطفى دياب
قَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْذُّنُوبِ
الْمُوبِقَاتِ:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ". قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ قَالَ: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ".[1] قال النووي: وَأَمَّا (الْمُوبِقَات) فَهِيَ الْمُهْلِكَات يُقَال: وَبَقَ الرَّجُل بِفَتْحِ الْبَاء وَيَبِقَ بِكَسْرِهَا، وَوُبِقَ بِضَمِّ الْوَاو وَكَسْر الْبَاء يُوبِق: إِذَا هَلَكَ. وَأَوْبَقَ غَيْره أَيْ أَهْلَكَهُ. وَأَمَّا (الْمُحْصَنَات الْغَافِلَات) فَبِكَسْرِ الصَّاد وَفَتْحهَا قِرَاءَتَانِ فِي السَّبْع: قَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِالْكَسْرِ، وَالْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ، وَالْمُرَاد بِالْمُحْصَنَاتِ هُنَا الْعَفَائِف، وَبِالْغَافِلَاتِ الْغَافِلَات عَنْ الْفَوَاحِش، وَمَا قُذِفْنَ بِهِ. وَقَدْ وَرَدَ الْإِحْصَان فِي الشَّرْع عَلَى خَمْسَة أَقْسَام: الْعِفَّة، وَالْإِسْلَام، وَالنِّكَاح، وَالتَّزْوِيج، وَالْحُرِّيَّة.[2] قَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ مُحَرَّمٌ فِي سَائِرِ الشَرَائِعِ: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ. قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ لاَ تَقُلْ نَبِيٌّ لَوْ سَمِعَكَ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ. فَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَأَلاَهُ عَنْ تِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَقَالَ لَهُمْ: "لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلاَ تَسْرِقُوا وَلاَ تَزْنُوا وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ وَلاَ تَسْحَرُوا وَلاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلاَ تَقْذِفُوا الْمُحْصَنَةَ وَلاَ تَوَلَّوْا يَوْمَ الزَّحْفِ وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً يَهُودُ أَنْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ". فَقَبَّلُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ. قَالَ: "فَمَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَتَّبِعُونِي". قَالُوا إِنَّ دَاوُدَ دَعَا بِأَنْ لاَ يَزَالَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ وَإِنَّا نَخَافُ إِنِ اتَّبَعْنَاكَ أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودُ.[3] وقوله في الحديث: (كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ). قال التوربشتي: "أي لسرَّ بقولك سرورًا يزداد به نورًا إلى نوره، كذي عينين أصبح يبصر بأربع". وقال الطيبي: "هو كناية عن السرور المضاعف؛ لأنهم يكنون عن السرور بقرة العين ".[4] فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وَلاَ تَقْذِفُوا الْمُحْصَنَةَ" مع قوله: صلى الله عليه وسلم "وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً يَهُودُ أَنْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ" يدل على أن َقَذْفَ الْمُحْصَنَاتِ محرم على اليهود كما هو محرم على هذه الأمة.
------------------------------------------------------
[1] رواه البخاري- كتاب الحدود، باب رمي المحصنات- حديث: 6479، ومسلم- كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها - حديث: 154. [2] شرح النووي على مسلم - 1/ 192. [3] رواه أحمد، حديث: 17775، والترمذي- أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، حديث: 3152 ، والنسائي في السنن الكبرى- كتاب تحريم الدم ، باب السحر، حديث: 3419 بسند ضعيف. [4] قوت المغتذي على جامع الترمذي - رضي الله عنه 2/ 694). |
قذف المحصنات من الموبقات
- العنوان : قذف المحصنات من الموبقات
- الكاتب :
- الوقت : 7:57 م
- القسم: الشباب في الإسلام, الكل
0 التعليقات:
إرسال تعليق